أوراقي وحروفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوراقي وحروفي

أفكاري وتذكاري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  لا يا سيدي..!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شفافية الأثير
Admin
شفافية الأثير


عدد المساهمات : 196
نقاط : 423
تاريخ التسجيل : 19/09/2011

 لا يا سيدي..! Empty
مُساهمةموضوع: لا يا سيدي..!    لا يا سيدي..! Icon_minitimeالسبت أكتوبر 29, 2011 7:42 am


لا يا سيدي..!

لا يا سيدي ليست هذه المرة كما سبقها من مرات الخصام التي تبعها تصالح..

هذه المرة سيطول الخصام.. وستبعدنا الأيام إلى ما وراء العمر..

وأبعد من حدود النهايات.. وسترفض هذه المرة كل البدايات الجديدة..


لن يكون بعد اليوم لقاءٌ للوفاء مع الجحود ولا للإخلاص مع الصدود..

ولا لن تتصافى دموع الصدق مع أشواك الورود...


هذه المرة.. ستهجر العصافير أوكارها متناسيةً كل حكايات المساء..

وصخب الصباح..

وهمس السكوت وتمايل الأغصانِ بحذرٍ على أكف الرياح في تشارين الأعمار..

وسيموت منذ اللحظة كل التغريد في حناجر الطيور المغردة...


هذه المرة.. ستنظر السحبُ إلى الصحراء بعيونٍ يملأها الشفق الغارق بالرذاذ..

وسيذبل الصبار النامي على جوانب دروب العمر..

ولن يسمحَ للفراشات بالرقص فوق جثث النباتات المنتحرة...


لا يا سيدي ليس من أملٍ تعتمد عليه هذه المرة..!

فإني دفنت الأمل بيديّ هاتين.. وتلوتُ عليه آيات الوداع...!


رأيته.. وقد سجّته قسوتك على تراب حقيقةٍ لم ترد تصديقها ولا التسليم بها..

حقيقةً.. صدّقها كلّ القرّاء والقارئات..

وشهدت عليها كل السطور والكلمات..

وأقسمت على مصداقيتها كلُّ الحروف والكلمات..

وثملت بمضامينها كلّ الورود على الشرفات...


يا سيدي.. كان للمرات التي سبقت بعض مجال.. لكن اليوم.. أ

صبح المجال مُحال.. ولعلمك سيدي.. أنا أيضاً مشيت في جنازة الدلال...!


هذه القسوة في الحجارة لم يستطع قلبي تحملها.. وأسكنتها أنت في قلبك..

وهذا الجفاءُ لم أعتنقه يوماً.. وجعلتهُ أنت نديمك.. وتلك العيون التي أذابها البكاء..

ونمت حولها أعشاب الشقاء.. وغزاها الضعفُ والذبولُ.. وأصبحت لا ترى الآن للحبّ الكبير سوى أشلاء...!


ودمرت بغرورك كلّ قصور الحكايات.. وحطمتَ بالعطر المعتق كلّ ابتسامات الزمان ..

وأنقى أنقى العلاقات.. فما جعلت للنورِ مكانٍ.. ولا للخيوطِ مكانٍ.. ولم تسمح حتى ببقاء الذكريات..

بتُّ خائفةً أن تُمحى وأنا على قيد الحياةِ أعزُّ الذكريات...!


فمتى ينطفئُ قنديلَ عذابي والموت ليس بيدي..

ومتى يُنارُ الكونُ بدموعِ الندم على نسياني وأنا التي وفت حتى لم يبقى لديها ما تبذله من أجل هذا الوفاء..

ومتى.. متى يا سيدي ستعلم بأني أقوى على الفراق إرادةً.. ولو أني بسببك كُتبتُ في سجل الضعفاء..

لكنني سأثبت لك ولكل الدنيا بأني ما زلت قوية.. وبأنه رغم كونك أنت -

وأنت وهم يعلم ماذا تعني لي كلمة أنت - سبب ضعفي.. إلا أنني اليوم سأموتُ..

لأكتبَ في سجل الأقوياء...


وداعاً يا سيدي الفاضل...!

همس الخاطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://afkary.0wn0.com
 
لا يا سيدي..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أوراقي وحروفي :: حديثُ روحي للأثير :: صومعة الخواطر-
انتقل الى: