شفافية النهاية - أرشيفي

شفافية النهاية

كان صوتٌ أحدث ترددات بين جدران قلبي..

ارتجفت حناياه لمفرداتٍ

حكت قصةَ المعاناة الانسانية منذ بدء الخليقة..

بضع كلمات أخرجتني برهبة من سكون نفسي..

صمتٌ.. خوفٌ..

قلقٌ أراه للمرة الأولى جميلاً محبباً إلي...!


كانت لحظاتٌ رائعةٌ..

عملت على تنقية قلبي من كل الأوجاع والأثام..

كم كنت سعيدةً حين عزمت على

إزهاقِ روح أخر نغم للحزن مع زفيري..


كانت جرائم هذا الزمان قد عزفته بخاطري..

فكرهته حتى قررتُ قتلهُ في يوم ميلاد قلبي

يوم حريّتهُ.. واستقلالهُ..

ورفع شأنه ورد اعتباره

وتتويج كرامته ملكةً على كل مشاعري..


كانت أوتار الزمان الخائن..

مصنوعةٌ من أعصابي..

من عمر انتظاري..

من فتائل الصبر التي تصاعدت من احتراقي..

لكنها أيضاً كانت مني..

فقد منحت طيباً أكثر مما يتسع وجداني..

وسامحت فوق ما أستطيع

فضاع هباءً وقتي.. وفائي..واخلاصي

فاستيقظت على زخاتٍ من اليقظة

بللت جفاف كسر خاطري

فأورق وأزهر قوةً رغم الفشل

وأثمر عنفواناً وتصميماً على إثبات ذاتي


أجل سمعت إيقاع يأسي حين

ارتطمت دموعي بالوسادة

لكنه ملأني تشوقاً للريادة

وصرت أطمح لتحمل الصعاب وزيادة


كانت تهمتي..

محاولة اقتحام دنيا الأفراح بسلاحٍ التمني

برماح الرجاء.. وسهام المحبة

دُفّشتُ بقسوة العيون..

حتى صرتُ خارج الأسوار..

أغمضتُ عيناي على بقايا صمتي..

وسرت وحدي أكفكفُ دموع الخيبة

كم هي صعبة أن ينكرك عالم الأفراح..!


مشيتُ مسافاتً طويلةً في أروقة الأفاق..

لا لهفةً ولا أشتياق..

جداول من بؤسي تنساب على جانبي طريقي

أفكارٌ غامضةٌ تغلفني..

مجهولٌ ينتظرني..

سؤالٌ كان يجلجل في أوصالي:

كيف لي أن أبحر في الحياة.

ومجاديفي لم تعد تقوى على السفر..؟!!


بقلمي