ليسَ لمثل ذلكَ خُلقنا...!

ليسَ لمثل ذلكَ خُلقنا...!

أيَّ قلوبٍ يحملون في صدورهم؟!
كيف تطيعهم أيديهم لفعل ما يقومون به من إجرام؟!
كيف تختفي صفة الإنسانية من نفوسهم وكيف يجرؤون؟!
لا أكادُ أتصوّر ما يُنَفِّذونهُ في أجساد ضحاياهم من تنكيلٍ وتمثيل..!
وبأيّ أصابعٍ يمسكون الخناجرَ والسكاكين..!
وبأيّ همةٍ يُمسكون الهراوات للضرب على الأطرافِ والرؤوس..؟!
ألم يتخيّل أحدهم نفسهُ مكانَ ضحيته؟!
ماذا تكون أمنتيه لو كان..؟
الموتَ للخلاصِ من مُرِّ العذابِ الجسديّ الموجع..
والنّفسي المهين والمذلّ...
أم أنّهُ سيتمنى صرخةَ رحمةٍ مدويّةٍ يتردد صداها في صدر معذّبهِ..؟!
ألم يتذكّر قدرة اللهِ عليهِ إذ هوَ يمتلكُ قُدرةً مؤقتةً ومقيتةً على أخيهِ الإنسان..؟!
وماذا عن نفسياتِ المستمعين؟
ونفسيات المشاهدين؟
وعن مشاعرِ البراءة في أوصال النضارة في الطفولة؟
وعن الضَّعفِ في قلوبِ الشيوخِ والعجائز؟

(
)
(

هل يجبُ أن نفتعلَ بقصدٍ أو بغير قصدٍ أخباراً مثيرةً للاسمئزازِ كي تتسابق على نشرها دور الصحف ووسائلُ الإعلام؟!
ألا يَجدُرُ بنا كبَشَرٍ أن نتعايشَ فيما بيننا بأسلوبٍ حضاريّ..؟!

ألم يجعل الله بيننا مودّةً ورحمة..
وحبانا نظرة حنانٍ وابتسامةً جعلها صدقةً..
لتتقارب نفوسَنا وأرواحنا.. ولتطمئن قلوبنا كلٌّ منّا تجاهَ الآخر..؟!

يا للخيبةِ يا أملَ الحياةِ..

لا أحلام للحياة بسلامٍ على أرضٍ تنتصِرُ فيها الشّرورُ..!

وتنقلبُ لديها المعايير..!
وتتزعزعُ ثقةَ البشر بالبشر.. بل تفقد..!

(

)

(

بقلمي