ابنتي بالروح

ابنتي بالروح

أسَمّي عليكِ يا ابنتي حين أراكِ لأوَّلِ مرّةٍ بهمسِ روحي..

وأخافُ عليكِ من لَمسِ الأيادي..

فأحملُكِ بأطرافِ أهدابي لأودعَكِ القَلبَ تنامينَ فيه بوداعةِ أكثر الطّفلاتِ نعومةً ورِقَّة..

فيُغدِقُكِ حناني وحُبّي كما لم يُعطي الحُبَّ قبل ذلك لمخلوقٍ أبدا...

يا ابنتي.. وَهَبَكِ اللهُ جَسَداً تَكَوَّنَ في الرَّحِم ونًما..

وها أنت اليوم تقتطعين من روحي قطعةً لتكوني ضمنها ومنها وفيها..

وتكونين بذلك أيضاً حبيبتي.. أغلى أغلى منها..

في وجهِكِ الصغيرِ.. والبرئِ.. والجميل.. فراشاتٌ وعصافير..

وعلى جبينكِ الغَضّ.. نُقِشَ بأن ابنتي حبيبتي أميرةً لأمير..
بُنيَّتي وكأنني تمخَّضتُ عنكِ بفكري.. بحِسّي.. بوجداني وصَمتُ قلبي..

أنت روحٌ أستشعرها تنبثِقُ من روحي..

فانعمي بحبّي وخذي ما شئت من قلبي ومن روحي..

فأنت الشّفاءُ لبعضِ سَقَمي.. وأنت الطّيبُ لبعضِ جروحي..

بنيّتي..ألا اعلمي يا فلذة كَبدي بأنّ للمرء منّا أمّين.. أ

مّاً باللَّحمِ والدَّمِ والحليب.. وأخرى بالروحِ والوجدانِ تحتويهِ..

ونادراً ما اجتمعا في امرأةٍ والدة..

فعساكِ حَظيتِ بهما في واحدَة.. يا روحي..

يا قطعَةً من روحي.. يا من تفديكِ عيني ونفسي وروحي.. يا ابنتي الغالية.. :131:

أمّك بالرّوح:

شمـ فلسطينية ـعة