شفافية الأثير Admin
عدد المساهمات : 196 نقاط : 423 تاريخ التسجيل : 19/09/2011
| موضوع: *** السلام *** الخميس نوفمبر 17, 2011 7:22 am | |
| عزيزي.. عززتي.. أحبتنا في كل مكان..
موضوع مقالتي اليوم هو..
السلام..
ليس تعني كلمة السلام عدم وجود حروب في مكان تواجدنا وسكنانا..
ولكنها تعني معاني ومشاعر كثيرة..!
فالسلام يجب أن يكون بينك وبين نفسك.. وبينك وبين أفراد أسرتك.. وينك وبين عائلتك.. وبينك وبين جيرانك.. وبينك وبين موظفي مؤسسات مجتمعك بجميع مجالاتها.. وجميع تخصصاتها.
ومن هنا تجبُ الإشارة إلى سلام هو الأول والأهم.. الذي يجب الحرص وبشدة عليه.. وهو: السلام بينك وبين الله.. والذي يتضمن السلام مع ضميرك..!
فلماذا يفضّل البعض حالة الحرب بينه وبين الآخر..؟ فهل إن صدق ظني قد يكون السببهو الفهم الخاطئ أحياناً لبعض المعاني التي تيميّز الناس عن بعضهم البعض..؟!
أجل فبحسب اعتقادي والكل يعلم.. بأن السعي إلى الأفضل هو هدف كل واحدٍ منا.. وحب الظهور إن زاد عن حده عند بعضنا.. فستكون كل أساليب حياته ومعاملاته كساحة حربٍ حقيقيةٍ مع ما حوله.. ومع من حوله أيضاً.. وهذا ما يورثُ الإنسان أمراضاً في نفسه وأعصابهِ وعلاقاته مع الآخرين..!
فالمنافسة خصلةٌ رائعة.. ولكن لها أصول ومبادئ وحدود تقف عندها.. بل أرفق اسمها بكلمة لها بحر من المعاني الطيبة.. حيث يقال: المنافسة الشريفة.. نعم الشريفة التي لا تجعل غلٌ في قلب المنافس تجاه من ينافسه.. والتي تفرض الخلق الرياضي أو الروح الرياضية التي تبارك لكل منجزٍ على انجازه.. وتولّدُ العزم على المثابرة والإصرار باللحاق بالمركب الفائز.. للوصول إليها ولكن.. بقلب تنظيف.. وعملٍ مواصل.. وبعيداً عن شعار: الغاية تبرر الوسيلة...!
أحبتنا في كل مكان.. صدّقوني ؟ إن تحققت هذه القناعة في داخل كل واحدٍ منا.. وتملَّكت وجدانه.. سيصل إلى مرحلة هي الأروع بين مراحل التصالح مع الذات.. مرحلة السلام مع النفس.. والرضى عنها.. فبعدها.. من أين ستتولَّد العداواة في مكانٍ لا يليق بها أن تسودها عداوة.. وبين أفراد لا يجوز أن تحكمها علاقات عداوة واستفزاز ووقوف الواحد منا على غلط الآخر.. ينتظره ليفرغ فيه ما يضغطه من مشاعر الشر والحسد.
ليتنا نتحلى بأخلاق الإسلام بكل ما حوت من دررٍ أمرنا الله لنزيّن نفوسنا بها.. وحثّنا رسولنا الكريم على افشائها بيننا.. وتوريثها لأبنائنا أيضاً.
ابدأ عزيزي.. ابدأي عزيزتي.. لنبدأ جميعنا أيها الأحبةُ في كل مكان من هذا العالم.. لنبدأ بالتصالح وصنع السلام مع أنفسنا.. ولن نتصالح مع أنفسنا إلا إذا حققنا السلام مع الله سبحانه وتعالى.. لأننا بالفطرة مسلمون.. وبعد أن ينعم اللهُ علينا بنعمة السلام بيننا وبينه سبحانه.. نحصل تلقائاً على سلام مع أنفسنا حيث ستكون راضية عنا حيثُ نعملُ على عتقها من غضب الله ومن الحرق في النار..
بعدها يكون باستطاعتنا تحقيق السلام مع الآخر في أسرتنا وجيراننا ومجتمعنا بأسره.. بل ومع مجتمعات أخرى انسانية من العالم. ولا يفوتني يا أحبتي تذكّر موضوع السلام غير المرغوب فيه.. وإنما أترك هذا الموضوع لمن يحسنون تقييم المواقف.. وتحديد مقدار الثقة بالطرف الآخر.. هل يستحق منحه الثقة؟ هل سينجح السلام معه أم لا ؟ ومدى ضرورة عمل سلام معه..؟
هذا وانهي مقالي هنا.. فشكراً لمتابعتكم.. والسلام عليكم.
همسُ الأثير والخاطر أو
شفافية الأثير
| |
|