حكايات شهرزاد – الحلقة الأولى
ذات ساعةٍ نظرتْ أطياف أحلامي المتجولة في الأزمنة الغابرة.. إلى المكان البعيد.. حيثُ القصر الأسطوري الشامخُ يتّكئ على أسواره وآثارُ أخباره..
ذاك الدّيكُ الملكي وقد أعلن بصياحهِ حلول المساء الشّهرزاديّ.. وهاتيكَ النجوم انتثرت في السّماء.. وقبابُ القصرِ توشّحَت بالأضواء.. والملكَين ما زالا يستمتعانِ بهفهفاتِ الهواء...
سكونٌ وهدوءٌ يزدادُ روعةً بظهورِ هالةِ الفَخامَةِ تحيطها هالةٌ أخرى هي الهيبة.. وتتلألأ من بينها الرّقةُ والألفة.. انها تحيط وجه الملك الشهرياريّ الفريد...
جلستهُ وهو ساهمٌ تُداعبُ عيناهُ عصافيرَ أغصانِ الشجر في حديقة القصر.. تدلّ على أنه يعاني أزمةً نفسيّة.. أو عاطفيّة..!
أريكتهُ حزينةً لأجلهِ.. وقهوتهُ والسّبحَة...!
أمّا شهرزادُ فها هي هناكَ تُسنِدُ ظهرها إلى سنديانةٍ وسَط الحديقة.. تلكَ الحديقةُ كان الملكُ قد اقطتعها من غابةٍ أسطورية الرّونق والروعة.. لتكون مسرحاً لترافقهما في المشي بين أشجارها هو الملكة.. كانت هديته لها كونها تحبُّ التّأملَ في الطبيعة ومحاكاةِ موجوداتها...
كان ثوبها السُّندسيّ الطويلُ يُلاطفُ زهور البَّرِ مع نسيمات الصيف المسائية الرّطبة.. لكنها كانت غير مرحةٍ هي الأخرى.. قلبها بشغفه مشغول.. وفكرها شاردٌ يدور.. وأما روحها.. فليس لها لأيِّ شئٍ في لحظتها ميول...!
شهريارُ يا شهرزادُ غاضبٌ منكِ وهوَ ملاكُ أحلامُكِ فصالحيه...
وشهرزادُ يا شهريارُ تقفُ في طرفِ الحديقةِ بخاطرٍ مكسور.. أوليسَ هي شقيقة الرّوحِ ورفيقة دربك في الحياة..؟!
تدوران يا كوكبا هذه الحكايات في مدارٍ واحدٍ فلا تلتقيان...!
ترى.. ما الذي عكّر أجواء القصر السعيد في هذه الأمسية...؟
دعونا ننتظر سوياً إلى الحلقة القادمة.. حتى نفكّ اللغز.. ونعرف السبب.. ليزول العجب...
كوكوكوكوووووو
لاح الصباح.. فسكتت شهرزاد عن الكلااام المبااااح
حكايات الف ليلة وليلة.. ترويها لكم همسُ الخاطر..
وقتاً سعيداً وممتعاً نرجوهُ لكم معنا دائماً
نحييكم وإلى اللقاء مع جديد الأخبار عن ذاك القصر.. البعييييد !!
(
)
(
همس الخاطر والأثير