شفافية الأثير Admin
عدد المساهمات : 196 نقاط : 423 تاريخ التسجيل : 19/09/2011
| موضوع: الليل داجي - شهرزاد الخميس نوفمبر 17, 2011 7:37 am | |
| الليل داجى.. والبرد قارص.. والصمتُ مخيِّم..!
ها هي شهرزاد جالسةً قرب نافذتها التي تطل على الشرفة.. وأما شهريار.. فيتكأ على وسادته قرب مدفأة الحطب.. يطالع بعض كتب الشعر..! صفيرُ طائر الكناري الذي نام عندما شعر بالدفء.. يعلو في أجواء الحجرة.. والهرّة ناعمة الشعر ترقدُ تحت المدفأة يتُمتُعها رائحة الحطب المحترق...! هناك في الركن المنزوي.. أقداحُ الماء.. وشراب العنب.. وباقة الياسمين التي ما زالت تحتفظ بطيب يدي شهرزاد منذ قطفتها لتكون محط أنظار الملك. أجواء شهريارية تعمُّ المكان.. رغم وداعته وهو يقرأ..! سارحة ملكتنا بأفقٍ. لا بد وأنه يحمل رسم من يهتف باسمه قلبها...! وأما هو.. فغارقٌ ببحور الشعر بين الفرزدق والبحتري وأبو العتاهية..! وبينما الأجواء هكذا في الحجرة.. إذا بشهرزاد تقف فجأةً وتصرخ بصوت تمزّقت نبراته..!! يرمي الشهريار الكتب من يده.. ويهرع إلى مليكته فإذا بها قد فقدت وعيها في اغماء عميق.. ينادي الحاجب ويأمر شهريار باحضار الطبيب حالاً.. ثم يأخذ بقليل من الماء ويمسح به على وجه شهرزاد.. وينتظر أن تفتح عيناها.. لكنها ما فتحتها...!! قلب الملك يثير ضجيجاً في صدره خوفاً على شهرزاد.. عيناهُ ترقرق فيهما الدمعُ بحرارة الألم لما أصابها.. والحيرة والقلق يتناوبان محاورة أفكاره لمعرفة سبب ما حدث لها..؟! يطرق الطبيب الباب.. يأذن له شهريار بالدخول.. ويشير الى شهرزاد.. يقبل الطبيب يتفح نبض الملكة!.. تنفسها!.. وبينما هو يتفقدها اذا بثعبانٍ ينسلُّ من تحت مقعدها بشع النر والعياذ بالله..! يراه الشهريار.. يصيحُ بأعلى صوته كم أصيب بنوبة جنونية.. إلي بالسيوووف!! يدخل مجموعة من الحراس وسلاحهم مشهر.. يشير اليها فتقتل فوراً.. فيأخذها الطبيب بسرعة ليعرف نوعها كي يستدل على العلاج المناسب.. يتم علاج الملكة وتبقى في مرقدها فترة من الوقت.. يتناوب الملك والطبيب تفقدها إلى أن كان الملك جالساً قرب رأسها يمسحُ على رأسها بيده منادياً إياها: شهرزاد.. أفيقي يا شهرزاد.. فتبدأ بفتح عينيها بالتدريج.. وهي تنادي: مولاي شهريار... فيقول: حمداً لله على سلامتك يا مليكتي.. شهرزاد: وما الذي حدث لي يا مولاي..؟! لقد أنجاكِ الله من موتٍ محقق.. لكننا قتلنا ذلك الثعبان اللئيم.. وقطعناه إرباً إربا. فصاحت شهرزاد وهي تبكي مفزوعة: ماذا ثعبان؟!
إلى هنا.. واما التالي فتحتاج استكمال بطريقة افضل..
فقال شهريار وهو يُربِّتُ على كتفها: ثعبان لكنه فشل في أن يفرق بيننا وهو مجرّد مخلوق.. ( قالها مبتسماً) فابتسمت حفّزتها ابتسامة الملك التي تشيعُ النور في قلبها حين يبتسم.. ثم قالا معاً: عمر الشقي بقي... ولن يفرقنا الا الموت.. ولكن حين يأتي أمر الله فقط.
شفافية الأثير وهمسه وهمس الخاطر
| |
|